واشنطن (أ ب) - قال مسؤولون بارزون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الهجوم الكيماوي في سوريا الذي استدعى ضربات أمريكية انتقامية لم يغير من خطط الولايات المتحدة تجاه الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
في الأيام الأولى بعد الهجوم الكيماوي، قال الرئيس ترامب إن موقفه من الأسد "تغير كثيرا"، فيما قال وزير الخارجية ريكس تيليرسون إن "خطوات يتم إعدادها" لتأسيس ائتلاف للإطاحة بالأسد من السلطة.
لكن في مقابلة مع شبكة “سي بي إس" اليوم الأحد قال تيليرسون إن "الأولوية لم تتغير في الواقع".
وأضاف أن "هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لا تزال هي المحور الذي نركز عليه. وما إن يتراجع أو يتم القضاء على هذا التهديد أعتقد أن بمقدورنا تحويل الانتباه مباشرة إلى استقرار الوضع في سوريا".
وقال "نأمل أن نتمكن من الحيلولة دون استمرار الحرب الأهلية وأن نتمكن من جمع كافة أطراف الصراع حول طاولة المفاوضات لبدء عملية المناقشات السياسية بين حكومة الأسد وجماعات المعارضة المختلفة".
كما أعرب عن أمله "في الخروج بنتائج سياسية يتمكن من خلالها الشعب السوري من تقرير مصير الأسد وشرعيته."
من جانبها قالت نيكي هالي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، لشبكة "سي إن إن" الإخبارية إن التصدي لنفوذ إيران في سوريا من الأولويات الأخرى. لكنها أضافت أن الولايات المتحدة لا ترى مستقبلا آمنا لسوريا في ظل بقاء الأسد في السلطة.
وأكدت في مقابلة مع برنامج "حالة الاتحاد" على قناة سي إن إن، أن"تغيير النظام هو أمر نعتقد أنه سيحدث لأن كل الأطراف بدأت ترى أن الأسد ليس الزعيم الذي ينبغي أن يظل في سوريا."
تصريحات تيليرسون وهالي تشير إلى أن الغارات الجوية التي أمر بها ترامب لمعاقبة الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية لن تؤدي إلى أي تغيير فوري في الاستراتيجية الأمريكية تجاه سوريا. فقد عارضت الولايات المتحدة لسنوات طويلة إرسال قوات كبيرة إلى سوريا لمنع الأسد من تعزيز قبضته على السلطة.
طالبت جماعات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بتدخل أمريكي أوسع نطاقا وشكت من أن واشنطن لا تقاتل سوى تنظيم الدولة الاسلامية. لذا فإن قرار ترامب بتوجيه الضربات - التي رفض الرئيس باراك أوباما شنها بعد هجوم كيميائي في 2013 - أثار تفاؤلا بين المعارضة بأن ترامب سيواجه الأسد بشكل مباشر.
تصريحات تيليرسون جاءت قبل أيام من قيامه بأول رحلة رسمية لإدارة ترامب إلى روسيا، الحليف القوي للأسد. كان لروسيا قوات داخل المطار العسكري السوري الذي استهدفته الولايات المتحدة بصواريخ كروز، لكن تيليرسون قال إنه لا يرى سببا للانتقام من موسكو.
وأضاف "ليس لدينا أي معلومات تشير إلى أن روسيا كانت جزءا من الهجوم العسكري الذي تم باستخدام الأسلحة كيماوية". وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون في وقت سابق إنهم يبحثون ما اذا كانت روسيا قد شاركت ربما باستخدام طائرة بدون طيار للمساعدة في محو الأدلة بعد ذلك.